المسؤول:
حصلت تارا بويزن فاللر على درجة الدكتوراه في عام 2020 في الجغرافيا من جامعة السوربون (فرنسا) وكان محور الرسالة هو علم الآثار الجيولوجية. عملت خلال فترة دراستها للدكتوراه في مشاريع مختلفة في عُمان والمملكة العربية السعودية وجمعت خبراتٍ في الجيومورفولوجيا وعلم الآثار الجيولوجية. وهي تهتمُ بشكلٍ خاص بالعلاقة بين الإنسان والبيئة وتأثيرات التغيُّر المناخي على الأنظمة المائية في عُمان.
الطرق المستخدمة:
يستخدم علماء الآثار الجيولوجية طرقًا وأدواتٍ من الجيومورفولوجيا والجغرافيا للإجابة على التساؤلات الأثرية حول البيئة والموارد والعمليات المحلية. ويعمل علماء الآثار الجيولوجية على المستوى الإقليمي بالاستعانة بصور الأقمار الاصطناعية أو الخرائط القديمة أو الصور الجوية وكذلك البيانات الجغرافية الأثرية. وينشؤون خرائط لفهم الديناميكا المكانية على نطاقٍ واسع لكل فترةٍ زمنية. وتُدرس على المستوى المحلي أنماط التربة الغرينية القديمة والأنظمة الهيدروليكية. حيث تتيح أنماط التربة الغرينية الإمكانية لفهم ديناميكية الموائع الحالية والسابقة. وتعتبر هذه الأنشطة في عُمان محوريةً في إعادة صياغة التقلُّبات المناخية المائية، وفهم أين ومتى حدثت تدفقات التيارات السطحية واستكشاف موارد المياه المحلية. تعتمد دراسة أنماط التربة الغرينية على الشكل الطبقي المورفولوجي والتحليلات الرسوبية والتأريخ (باستخدام الكربون المشع أو الإشعاع الضوئي المحفز بصريًا). وتلزم الاستعانة بطرق علم الآثار (علم طبقات الأرض، التأريخ، دراسة المواد بشرية المنشأ) لتحليل الأنظمة الهيدروليكية. والهدف الرئيسي هنا هو تحديد وقت البناء والاستخدام لكل بنية هيكلية، وهو أمرٌ صعبٌ للغاية.
ينصَّبُ العمل في مشروع التحوُّل البيئي أومڤيلت ڤاندل (UmWeltWandel) على بحث تأثيرات المناخ الجاف نسبيًا في نهاية الفترة المطيرة الهولوسينية على الأنظمة المائية والموارد المائية. ويتمثَّل أحدُ الأهداف الرئيسية في إعادة صياغة البيئة قبل وأثناء العصر البرونزي من أجل فهم كيفية استغلال المجتمع للبيئة والموارد المتاحة أو تجاوبه معها، وكيف تطوَّرت المناظر الطبيعية خلال هذه الفترة. ويعتبر استخدام الواحات في العصور البدائية في عُمان أحد الموضوعات الرئيسية التي يعمل عليها الباحثون في مجال العلاقة بين البيئة والمجتمع. والواحات هي أنظمةٌ زراعيةٌ بشرية المنشأ تعتبر موردًا صناعيًا بالكامل ويتم الحفاظ على الزراعة المكثفة للنباتات المرتبطة بها من خلال الري. وتعتبر الواحات مثالًا جيدًا على كيفية تعامل الناس مع الظروف البيئية المقيدة وتطوير نظام متطورٍ ومستدامٍ في النهاية.
ينقسم مشروع التحوُّل البيئي أومڤيلت ڤاندل (UmWeltWandel) إلى مستويات بحثية مختلفة. تُنشأ على المستوى الإقليمي خرائط جيومورفولوجية باستخدام البيانات المتاحة للجمهور وصور الأقمار الاصطناعية والبحوث الميدانية. وتُنفَّذ عملية رسم الخرائط بأكملها باستخدام نظام المعلومات الجغرافية (GIS) متعدد التخصصات والذي يربط بين جميع البيانات المكانية التي جُمعت. وتوفِّر الخرائط الجيومورفولوجية معلوماتٍ حول أشكال المناظر الطبيعية الرباعية والعلاقات المكانية في مجال الديناميكا الجيومورفولوجية (ديناميكا المنحدرات، وتمدد السهول الفيضية، وأنماط التربة بشرية المنشأ، وخلافه). وثمة أهمية خاصة تكمن في المناظر الطبيعية الغرينية، الموصوفة والمؤرخة بدقة. تُدرس البيئة المحيطة المباشرة للمواقع الأثرية على المستوى المحلي. والهدف هو إعادة صياغة ملامح المنظر الطبيعي قبل وأثناء وبعد استيطان المكان. وبالإضافة إلى ذلك تُدرس الإمكانات البيئية والجغرافية للمنطقة والتغيُّرات بشرية المنشأ/تحسينات موقع الاكتشاف وتعرض الموقع لتأثيرات الديناميكا الجيومورفولوجية. وتُجرى على المستوى المحلي عمليات حفريات الهياكل المائية، ولا سيما الخنادق الكبيرة، لفهم كيفية عملها وعدد مرات استخدامها.